🔴فضل بيت المقدس:
روي عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام الباقر (عليه السلام): (المساجد الأربعة: المسجد الحرام، ومسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ومسجد بيت المقدس، ومسجد الكوفة، يا أبا حمزة الفريضة فيها تعدل حجة، والنافلة فيها تعدل عمرة) [وسائل الشيعة ج ٥ ص ٢٨٩].

وعن الإمام الصادق (عليه السلام) عن آبائه عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) : (صَلَاةٌ فِي بَيْتِ الْمَقْدِس تعدل أَلْفُ صَلَاةٍ) [وسائل الشيعة ج ٥ ص ٢٨٩].

وقال تعالى: {سُبۡحَاٰنَ ٱلَّذِي أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِه لَیۡلࣰا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَى ٱلَّذِی بَارَكۡنَا حَوۡلَه لِنُرِیَه مِنۡ ءَایاٰتِنَاۤ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡبَصِیرُ} (الإسراء: ١).

نعم، روي أنّ الإمام الباقر (عليه السلام) سأل أحد العراقيين عن مسرى النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) في الآية المتقدمة: أي شيء يقولون أهل العراق في هذه الآية يا عراقي؟

فقال العراقي: يقولون اسرى به من المسجد الحرام إلى البيت المقدس، فقال الإمام الباقر (عليه السلام) : (ليس هو كما يقولون ولكنه اسرى به من هذه إلى هذه وأشار بيده إلى السماء وقال: ما بينهما حرم) [تفسير القمي ج ٢ ص ٢٤٣].

وقد توهم بعضهم أن بيت المقدس ليس الذي في الأرض وإنما هو في السماء في البيت المعمور، ويمكن الملاحظة على هذه الرواية من جهتين:

الجهة الأولى: من جهة السند فهي ضعيفة، ولا يصح التعويل عليها.

الجهة الثانية: من جهة الدلالة، فقد ذكر العلامة المجلسي: (قوله (عليه السلام): من هذه إلى هذه، أي: المراد بالمسجد الأقصى البيت المعمور؛ لأنه أقصى المساجد، ولا ينافي ذهابه أولاً إلى بيت المقدس) [بحار الأنوار ج ١٨ ص ٣٧٤].

وقال العلامة الطباطبائي: (ولكنه اسرى به من هذه إلى هذه، أي: من الكعبة إلى البيت المعمور، وليس المراد به نفى الإسراء إلى بيت المقدس ولا تفسير المسجد الأقصى في الآية بالبيت المعمور، بل المراد نفى أن ينتهى الإسراء إلى بيت المقدس ولا يتجاوزه فقد استفاضت الروايات بتفسير المسجد الأقصى ببيت المقدس) [الميزان في تفسير القرآن ج ١٣ ص ٢٠ - ٢١].

بعبارة أخرى: أنّ المقصود من الرواية أنّ النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) أسري به من المسجد الحرام إلى بيت المقدس، ولم تنته رحلته عند هذا الحد، بل أعرج به كذلك من بيت المقدس المبارك إلى البيت المعمور في السماء.

على أن الروايات التي تشير إلى استحباب الصلاة في بيت المقدس وأنها تعدل حجة والنافلة فيها تعدل عمرة صريحة في كون المقصود من بيت المقدس هو الموجود في الأرض وإلا فلو كان في البيت المعمور فأي أحد يمكنه الذهاب إليه ثم الصلاة فيه نافلة أو فريضة؟!