تعليق الممثل الدائم لروسيا الاتحادية لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، لوكالة الأنباء “إيرنا” (IRNA)

❓هل يمكنكم توضيح موقف روسيا الاتحادية بشأن التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي هدد فيها بقصف إيران في حال عدم التوصل إلى اتفاق نووي جديد؟

💬 نحن نعارض بشدة أي تهديدات باستخدام القوة من قبل الولايات المتحدة ضد إيران، ناهيك عن التهديدات بشن ضربات عسكرية على المنشآت النووية. نحن نُدين هذه السياسة. وتؤكد روسيا باستمرار أن الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لحل القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.

💬 نُلاحظ وجود مفارقة واضحة: كان لدينا خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) – اتفاق متعدد الأطراف عمل بفعالية من عام 2015 إلى 2018، وكان يهدف إلى معالجة جميع المسائل المتعلقة بالطموحات النووية الإيرانية من خلال الوسائل السياسية والدبلوماسية. ثم، في عام 2018، وخلال فترة رئاسته الأولى، انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من جانب واحد من هذا الاتفاق وفرض على إيران ما يسمى بحملة “الضغط الأقصى”.

بعد سبع سنوات، نرى أن هذه السياسة كانت فاشلة تمامًا. لم تحقق الولايات المتحدة أياً من أهدافها المعلنة – بل كانت النتائج عكسية تمامًا. فقد واصلت إيران تطوير قدراتها النووية، مما أثار قلق الدول الغربية.

💬 في حين أن خطة العمل الشاملة المشتركة كانت تهدف تحديدًا إلى تبديد هذه المخاوف بشكل نهائي. والآن، نرى الإدارة الأمريكية ترفع من حدة الموقف أكثر، من خلال اللجوء إلى الابتزاز والتهديدات العسكرية الفعلية. ومع ذلك، يواصل الرئيس ترامب التأكيد على رغبته في التوصل إلى اتفاق. إن كان الأمر كذلك، فإن الطريق الوحيد لتحقيق ذلك هو الدبلوماسية الحقيقية، وليس استخدام القوة أو التهديد باستخدامها.

💬 وهناك عنصر مهم آخر لا يمكن تجاهله في هذا السياق: إيران طرف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، وهي دولة لا تمتلك أسلحة نووية. وتُعد المعاهدة حجر الزاوية في بنية الأمن الدولي. إيران وضعت منشآتها النووية تحت رقابة شاملة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. برنامجها النووي السلمي يخضع لمراقبة مستمرة من قبل الوكالة، والإجراءات المفروضة عليها أكثر صرامة من تلك المطبقة في أي دولة أخرى غير حائزة على الأسلحة النووية. وقد تم التأكيد مراراً – بما في ذلك مؤخراً من قِبل الاستخبارات الأمريكية – أنه لا توجد أي مؤشرات على أن إيران تحاول تطوير سلاح نووي أو تقوم بأي أعمال في هذا الاتجاه.

💬 في الختام: من الضروري استئناف الحوار والمفاوضات بشأن القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني بشكل عاجل، بروح بناءة وبعيداً عن التهديدات والابتزاز التحريضي. فهذا هو السبيل الوحيد العملي والمثمر للمضي قدماً.