كونوا أنصار الله
19.5K subscribers
22.1K photos
2.8K videos
3.29K files
15.2K links
منصة ثقافية تتبع المركز الإعلامي لأنصار الله، مخصصة لنشر الثقافة القرآنية وتغطية محاضرات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي.. تابعونا على تويتر (X):
https://x.com/Kono_AnsarAllah
Download Telegram
لتحذن حذو بني إسرائيل 1-6
السيد حسين بدرالدين الحوثي
🎧 دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الأسبوع
((لتحذن حذو بني إسرائيل)) 1-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي

t.iss.one/KonoAnsarAllah
دروس من هدي القرآن الكريم
🔹لتحذن حذو بني إسرائيل🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الثاني
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 7/2/2002م | اليمن - صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
ألم يقل الله: {وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَـةِ وَبَـدَا لَهُـمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} (الزمر:47) لو أن لك الأرض بكلها، ومثلها معها، وملؤها ذهبـاً، يوم القيامـة عندمـا تـرى جهنـم، عندمـا تُبَـرَّز جهنـم للغاوين فتسمع شهيقها وزفيرها، وتسمع صراخها المرعب توَد لو أن الدنيا بأضعاف ما فيها لك لسلمتها فدية مقابل أن تنجو. أليست الدنيـا إذاً ثمنـاً قليلاً؟ أليست ثمناً قليلاً؛ ولهذا تجدون في كل موضع يقول: {ثمناً قليلاً} ثمناً قليلاً.
كلنا سواءً من ينطلقون مقابل مصالح مادية، أو من ينطلقون باسم الدين نفسه فيتكيف مع هذا، وينسجم مع هذا، ويكتم جزءاً من الدين من أجل أن يرضى عنه هذا، أومن أجل أن يحصل على مساعدة منه، يقف معه موقفاً باطلاً مـن أجـل أن يدفـع لـه أكثر حتى يتمكن من إقامة مراكز أكثر، ويقول باسم الدين، من أجل نصر المذهب [وبسيط، هذه ليست مشكلة، وبسيط، هذا الموقف يدخل معهم فيه وإن كان باطلاً] هذا نفسه من بيع الدين، هذا نفسه من بيع الدين بثمن قليل، بل هذا أسوأ من الآخرين.
الذين باعوا الدين وهم حملة الدين، أو يكونوا في مواقفهم وإن كان من باب مراعاة المصلحة للدين، إنهم أسوأ وأكثر أثراً وضرراً على الأمة؛ لأنه إذا باع أهل الديـن الديـن فمـن أين ستلقى الدين نظيفاً ونقياً؟ بنو إسرائيل عندمـا باعـوا الديـن باعوه وهم حملته فكان بيع الدين هو إضلال للأمـة؛ لأنهـم مـن ينظـر إليهم الناس في مختلف مراحل التاريخ أنهم الجهة التي يتلقون منها إرشادهم وتعليمهم، ويتلقون منها الكتب التي أورثهم الله إياها.
نحن كذلك إذا ما انطلقنا وقلنا: لدينا مشاريع ثقافية دينية، ولكن لا بـأس ندخـل مـع هذا الحزب أو مع هذا، ونحاول أن نحصل على مساعدات من هنا أو من هنا، [وبسيط، نسكت عن هذه، ونسكت عن هذا المبدأ، ونلغي هذا المبدأ، ونقف في هذا الموقف] إنه من بيع الدين، إنه من بيع الدين في العصر الذي الأمة أحوج ما تكون إليه كاملاً ونقياً.
أولسنا نرى الدين الآن على رقعة واسعة من هذه الدنيا؟ أليست البلاد العربية كلها تحمل اسم بلاد إسلامية؟ أليست هناك شعوب أخرى تمتد إلى أوساط آسيا، وإلى أوروبا، وإلى بلدان أفريقيا، أليست رقعة البلاد الإسلامية واسعة؟ أليست إذاً مساحة الدين منتشرة بشكل واسع؟ لكن ما بال هذا الدين لم يعمل شيئاً لهذه الأمة؟ ما باله؟ لأنه قُدِّم ناقصاً.
حينئذٍ سيكون عملك وأنت مرشد، وأنت تملك مشروعاً ثقافياً دينياً لن يعمل شيئاً للأمة، ولست تختلف عن الكثير من أمثالـك، وعمّن يملكون أكثر مما تملك من مشاريع دينية على طول وعرض هذه الرقعة الإسلامية الكبيرة، ممن لم يقدموا للأمة الحلول التي تضمنها ديننا، الحلول التي تضمنها كتابنا، الحلول التي وجّهنا إليها نبينا محمد (صلوات الله عليه وعلى آله).
ثم يقول: [حفاظاً على المذهب، حفاظاً على الدين، مراعـاة للمصلحـة العامـة] وكـأن الدين أمامه هو أن يرى أن مدرسة كهذه أصبح في قاعتها ألف طالب. هـذا هـو الديـن! إن هنـاك ألـف مليـون، هناك ألف مليون مسلم. أوليس كذلـك؟ فأنـت تقـول: ألف طالب أصبح لدينا (15) ألف طالب، لدينا (20) ألف طالب، لدينـا كم معاهد، لدينا كم مراكز، عبارات من هذه. انظر إذا كنت ممن لا يعمل على أن يقدِّم الدين كاملاً بنقائه وإن كنت تشعر بخطورة بالغة عليك فإن تلك الأرقام لا تشكل أي شيء في إضافتها إلى هذه الأمـة، التـي هـي أوسع مما لديك، والكثيرون داخلها يمتلكون أكثر مما تمتلك.
إن بيـع الديـن - سواءً من قِبَل من يحملون اسمه ومن يتحركون باسمه أو من قبل بقية الناس - مقابل مصالح مادية لا يبررها إطلاقاً، لا تجد مبرراً لها إطلاقاً، لا أن تقول: حفاظاً على المصلحة العامة، ولا أن تقول: حفاظاً على المذهب، مـاذا يضرنا إذا سكتنـا عن هذه مقابل أن يبقوا لنا [حي على خير العمل]، ويبقوا لنا أشياء من هذه الأخرى؟ فهذا هو المذهب نحافظ عليه! هذا ليس مبرراً.
أنت تريد أن تحافظ على الدين، أنت تريد أن تعمل للدين؟ إن الدين للأمة، فانظر ما الأمة بحاجة إليه، انظر وضعيتها، وحلل وضعيتها، وانظر ما هو الذي ضاع من الدين في أوساطها فانطلق لتحييه إنه الدين، والحفاظ على الدين، والحفاظ على المصلحة العامة للأمة. أنت تريد أن تحافظ على المصلحة العامة للأمة، أو لبلد، أو لشعب فحافظ على الدين بأكمله أن يُقدَّم لتلك الأمة، أوليس الدين لمصلحـة الأمـة؟ إن الديـن لمصلحـة الأمـة فمن يهمه مصلحتها فليقدِّم الدين لها كاملاً، وليوجهها بتوجيه الدين كاملاً.
أما إذا قدمت الدين منقوصاً فأنت من تضرب الأمة وإن قلـت مـن أجـل مصلحـة الأمـة، وأنت من تضرب الديـن وإن قلـت حفاظاً علـى المذهـب وعلـى الدين. الله لم يفرق، هو الذي تكفل بالمصلحة العامة لعباده، متى؟ متى ما ساروا على دينه على نحو كامل وصحيح، أما إذا آمنوا ببعض وكفروا ببعض، ألم تُضرَب المصلحة العامة في الدنيا والآخرة؟ {لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (المائـدة:33) ألم يقل هكذا؟ هل الخزي في الدنيا هو حفاظ على المصلحة العامـة؟! هـل العـذاب العظيم في الآخرة هو حفاظ على المصلحة العامـة؟ مـن أيـن جاء الخزي في الدنيـا؟ ومـن أيـن جـاء العذاب العظيم في الآخرة؟ إنه من الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعض.
فأنت يا من تُعلِّم، يا من ترشد، يا من لديك مشاريع معاهد علمية، أو مراكز، أن تكون حركتك على هذا النحو هي في واقعها: إيمان ببعض وكفر ببعض، فإنك من تعمل على أن توقع الأمة في الخزي في الدنيا، وأن تسير بالأمة إلى العذاب العظيم في الآخرة.
في هذه النقطة؛ لأن الزعماء يعرفون أن السوق ينفق فيها بيع الدين بالدنيا، أننا أصبحنا جميعاً كمسلمين في مختلف الأقطار الإسلامية لا يهمنا الدين، بل يهمنا أن نرى مشاريع وإن كانت مشاريع بسيطة، وإن كانت مشاريع هي قروض، هي من قوتنا، أو هي فضلة فضلة ما انتهبه الآخرون من ثرواتنا. متى ما أحد وعدنا بشيء من هذه انطلقنا وراءه، ولا نسأل عن دين.
بل ولا نسأل عن واقع الدنيا أنه ما قيمة ما يريد أن يقدمه لنا، أو ما قد قدمه لنا بالنسبة لما أكله علينا! أنه من أين جاء ما قدمه لنا، وما لمع شخصيته أمامنا به؟ هل هو من ثرواتنا الطبيعية؟ أم أنه من عرق جبيننا ومن قوتنا؟ أم أنه قروض تثقل كاهلنا، وتصنع لنا الأزمات، وتخنقنا سياسياً، واقتصادياً، وثقافياً، وتجعل زمام أمورنا بأيدي أعدائنا؟ حتى عن جانب الدنيا لا نستوضح، أما الدين فهو ذاك الذي لا نلتفت إليه.
لمّا كانوا قد عرفوا أن الأمة أصبحت على هذا النحو؛ انطلقوا كلهم كما انطلق فرعون يوم قال لأولئك في مواجهة ما كان يدعوهم نبي الله موسى عليه السلام إليه: {وَنَـادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْـكُ مِصْـرَ وَهَـذِهِ الْأَنْهَـارُ تَجْـرِي مِـنْ تَحْتِـي أَفَـلا تُبْصِرُونَ} (الزخرف:51) ألم يعرض مشاريع وخدمات ‎مقابل هدي الله؟ ألم يقل هو لقومه: {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} (غافر:29) اتركوا هذا الفقير، اتركوا هذا الصعلوك، اتركوا هذا المهين، هكذا يقول لموسى (عليه السلام).
فانشدّوا نحو فرعون، ليقول الله لفرعون ولهم في الأخير يوم غرقوا في قعر البحر: {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى} (طـه:79) أضل فرعون قومه وما هدى يوم قال: { مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} إنه المنطق الذي يتكرر على مسامعنا دائماً مـن وسائـل إعلامنـا، إنـه كـل مـا يُعرض في المناسبات الوطنية.
تأملوا التلفزيون في اليمن، في السعودية، في أي دولة عربية تعرض ما تسمى منجزات ومع أنشودة حماسية، وصور لمشروع هنا ومشروع هناك، ومصفاة للبترول هنا ومصنع هناك وأشياء من هذه، هي نتائج عشرين عاماً أو ثلاثين عاماً، والعشرون عاماً والثلاثون عامـاً هـي لأمة كفيلة بأن توصلها إلى دولة صناعية إذا كان هناك من يقومون على أمور الناس ممـن هـم مخلصون، ممن هـم يعرفـون كيـف يبنـون شعوبهم.
أولم تصل إيران الآن إلى دولة صناعية، ودولة منتجة، ودولة مصدِّرة لمختلف المنتجات؟ دولة استطاعت الآن أن تهدد أمريكا فعلاً، ألم تسمعوا أنتم في هذا الأسبوع أنهم هددوا أمريكا؟ وأولئـك الذيـن ينتجون مـا بيـن خمسـة ملايين برميل بترول، وتلك الثروات التي يمتلكها هؤلاء العرب - لأنهم لم يبنوا نفوسهـم ولـم يبنـوا شعوبهم؛ لأن كل مـا يلمعـون بـه أنفسهم إنما هو من فضلات ما ينتهبه الآخرون من ثرواتهم - ها هم يخضعون، ويركعون، ولا يستطيعون أن يقولوا كلمة.
الإيرانيون خرجوا في هذا الأسبوع وملأوا الساحات، وخـرج الإمـام الخامنئـي وكلهم هددوا أمريكا، وكلهم لعنوا أمريكا، وهم من كنا نسمع عنهم مباشرةً أنهم كانوا يتمنون أن يدخلوا في حرب مباشرة مع أمريكا، قالوا: أمريكا هي كانت وراء العراق يوم دخـل العراق معهم في حرب شديدة وطويلة، أمريكا هي التي دفعته، أمريكا هي التي دفعت البلدان العربية الأخرى لترسل جيوشها، ولترسل مساعداتها الكبيرة للعـراق، ويقاتلـون جميعـاً صفـاً واحـداً ضد الإمـام الخميني، وضد الشعب الإيراني، وضد الثورة الإسلامية، على الرغم من ذلك كله ألم يهدد هؤلاء الأمريكيين، هددوهم وفعلاً بدا منطق أمريكا ضعيفاً؛
لأنهم وعلى مدى عشرين عاماً فقط عشرين عاماً التي هـي قـد تكـون عمـر رئاسة شخص، أو ملك من ملوك العرب، وبعضهم يبقى في حكمه خمسة وعشرين عاماً أو ثلاثين عاماً، وترى شعبه لا زال فقيراً، ترى شعبه لا يزال ذليلاً، ترى شعبه متى ما سمع تهديداً ونظر ورجع إلى نفسه رأى أنـه لا يمتلـك قوتـه؛ فيخاف أن يقول كلمة جريئة أمام أعدائه.
أولئك هم من استطاعوا أن يخفضوا إنتاج البترول عمّا كان عليه أيام ملك إيران السابق، خفضوه بنحو مليوني برميل في اليوم، واستطاعوا بعد التخفيض أن يبنوا إيران في مختلف مجالات الحياة، وها هم لما انطلقوا وعلى مدى عشرين عاماً فقط لما سمعوا تهديد أمريكا استطاعوا أن يصرخـوا فـي وجـه أمريكـا وأن يتحدوها، ورأينا فعلاً كيف بدأ زعماء آخرون من الغرب وكيف بدأ [الكونجرس] الأمريكي نفسه يهاجم [بوش] على سياسته القاسية، يقولون: ستضرب مصالح أمريكا، هوِّن.
هذا مـا كنـا نقوله للناس: أولئك جبناء، أولئك يرون أن مصالحهم تحت أقدامنا لو نعرف واقعنا: إنهم أحوج إلينا من أي أمـة أخرى، إنهم من يجب أن يكونوا تحت رحمتنا لو كنا نفهم، إن مجاميعنا هذه هي سوقهم الاقتصادية، إن خيرات أوطاننا هي المواد الأولية التي تحرّك مصانعهم، إن البترول هو من أرضنا أكثر من 85% من احتياطي العالم من البترول هو في البلاد الإسلامية أكثر من 85% هم من هم تحـت رحمتنـا لو كنا نفهم.
هل تحرك [الكونجرس] الأمريكي وهاجم [بوش]؟ متـى تحـرك؟ بعدمـا تحـرك الإيرانيـون وتهـددوا وقالوا: لو تضرب أمريكا، أو تفكر أن تضرب فسيتلقون ضربة مباشرة وشديدة. هم يعرفون إيـران، ويعرفـون شعـب إيـران، ويعرفـون أن إيران استطاعت أن تبني نفسها عسكرياً واقتصادياً وثقافياً.
لكـن الآخريـن مـا زالـوا هكـذا: همهـم أن يبقوا في مناصبهم، ونحن همنا أن ننظر إلى ما يمكن أن يقدموه لنا من مشاريع بسيطة لا تعمل شيئاً، ليست في قائمة (البُنَى التحتية الاقتصادية) - كما يقولون - ولا تشكل في واقعها تنمية حقيقية؛ لأنهم عرفوا أن هذا هو همنا، أن هذا هو ما نريد، أننا نفوس حقيرة، أننا نفوس ضعيفـة، ليـس لدينـا طموحـات، ليـس لدينـا أهـداف، ليـس لدينا شعور بكرامة، ولا بعزة، يُسْلِينا أي شيء، يرضينا أي شيء، وليكن هذا الشيء البسيط هو ثمن ديننا لا نفكر ولا نعبأ به.

t.iss.one/KonoAnsarAllah
6-2 لتحذن حذو بني إسرائيل.pdf
461.3 KB
📚 دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الأسبوع
((لتحذن حذو بني إسرائيل)) 2-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي

t.iss.one/KonoAnsarAllah
لتحذن حذو بني إسرائيل 2-6
السيد حسين بدرالدين الحوثي
🎧 دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الأسبوع
((لتحذن حذو بني إسرائيل)) 2-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي

t.iss.one/KonoAnsarAllah
📄 (1) دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الأسبوع
((لتحذن حذو بني إسرائيل)) 2-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي

t.iss.one/KonoAnsarAllah
📄 (2) دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الأسبوع
((لتحذن حذو بني إسرائيل)) 2-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي

t.iss.one/KonoAnsarAllah
دروس من هدي القرآن الكريم
🔹 لتحذن حذو بني إسرائيل 🔹
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
ملزمة الأسبوع | اليوم الثالث
بتاريخ 7/2/2002م | اليمن - صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
تراهم في كل مناسبة وطنية يعرضون علينا المنجزات! نحن نقول: أين المنجزات الحقيقة التي تحافـظ علـى كرامتنـا؟ أيـن البـنـاء الاقـتـصـادي، والتنمية الحقيقية التي تجعلنا أمة تستطيع أن تقف على قدميها؟ إذا كنتم تبنون مستشفى هنا، ومستوصفاً هناك، من أجل متى ما أحسسنا بألم ما صداع في الرأس، أو جرح، أو ضيق في الشرايين، أو في التنفس، يكون هناك أمامنا مستشفى. إننا نعيش الألم النفسي، نعيش ألماً شديداً ليس من نقص في الفيتامينات إنما من نقص في الكرامة وفي العزة، نقص في الحياة الكريمة التي أراد ديننا أن تتوفر لنا، نعيش الألم فأين هو العلاج؟ نعيش الجوع الذي سيجعلنا مستسلمين أمام أعدائنا فأين هو الغذاء من أوطاننا؟ هذا هو العلاج الحقيقي، هل هناك عمل على توفيره؟ لا يوجد. لماذا؟ لأن الشعوب نفسها لا تتحدث مع أولئك.
نحن قلنا في الجلسة السابقة أنه يجب في كل انتخابات أن نقول: نحن لسنا مستعدين أن نصوت لأحد إذا لم نره يهتم باقتصادنا، ببناء اقتصادي تقوم عليه أقدامنا، اقتصاد صحيح، تنمية حقيقية، زراعة.
النساء عندما كن يصوتن في حجة، وفي مناطق أخرى مقابل [تنانير]، تنّور من الغاز، بعض الأعضاء وزعوا كميات كبيرة من التنانير، تنانير الغاز للنساء ليصوتن، وزوجهـا مرتـاح أن صـوت زوجتـه وفّـر له تنوراً، لكن التنور هذه الخبز الذي تريد أن تصنعه فيه من أين يأتيك؟ حاول - على أقل تقدير - أن تصوِّت للخبز أولاً، صوِّت ولا تعط صوتك إلا لمن يوفر لك خبزك وطعامـك من داخل وطنك، أما التنور فهو ذلك الذي لا ينفعك فيما بعد عندما لا ترى دقيقاً ولا قمحاً موجوداً.
عندما يُقال إن هناك إرهابيين في اليمن إذاً فليحاصر اليمن، إذاً فليُضرب اليمن، التنانير ستبقى حينئذٍ باردة لا تشتغل، وسنرى الأراضي الواسعة الشاسعة في بلادنا بيضاء، بيضاء لا تزرع، ويتعاقب الزعماء زعيماً بعد زعيم، وأعضاء مجلس النواب عضواً بعد عضو، وأعضاء الحكومة عضواً بعد عضو أيضاً، وما تزال أراضي بيضاء.
لكنها ستُزرع إذا كانت زراعتها لمصلحتهم هم، ألسنا نرى في تهامـة كـم زرعـوا من أشجار (المانجو)، مزارع كبيرة زرعوها في تهامة، أصبحت تهامة قابلة للزراعة، وأصبحت تهامة أرضاً صالحة للزراعة، لكن إذا كانت الزراعة لصالحهم فسيزرعون (المانجو) ليبيعوه بالملايين، ويُصلحون تلك الأراضي الواسعة، ومـن مـال مـن يُصلحونهـا؟ الله يعلـم مـن مـال مـن يصلحونها؟ وتلك العائدات التي تدرُّها عليهم هذه المزارع الكبيرة مزارع (المانجو) الله أعلم في أي بنوك تودع؟ الله أعلم من هو الذي يستثمرها فيجني من ورائها أكثر مما يجنونه هم من تلك المزارع؟ ألم تصبح حينئذٍ الأراضي قابلة للزراعة؟! لكن للحبوب غير قابلة للزراعة، لمختلف المنتجات الزراعية التي المواطنون بحاجة إليها غير قابلة للزراعة!
القروض الكثيرة جداً تتوارد على البلاد أيضاً لا تصرَّف إلى المجال الزراعي. لماذا مشى كل هذا؟ لأننا لا نتفوه بكلمة، نحن لا نعرف مصالحنا، ما قالوا هم بأنـه مصلحـة لنا نُسلِّم! حتى عندمـا يقولـون: نحـن سنكافح الإرهاب، وأمريكا تريد منا أن نتصدى (للإرهاب)، لأي كتاب (إرهابي)، لأي مدرسـة (إرهابيـة)، لأي مدرسـة تحفيـظ قـرآن (إرهابيـة) تُصَنَّف عند أمريكا إرهابية، لأي شخص يقال أنه (إرهابي) سنضربه حفاظاً على مصلحة الوطن لئلا تضربه أمريكا، أو نواجه بحصار من جانب أمريكا! أليسوا هم من يرسمون لنا المصالح، ونسلِّم؟ مع أنها ليست مصالح حقيقية.
الأمر الذي يكف عنكم الضغط الأمريكي، الذي اضطركم إلى أن تجندوا أنفسكم وتستعدوا لمكافحة كل مـا قالـت أمريكـا إنه إرهابي، وأنتم من رأيتموهم يسألونكم عن مدارس تحفيظ القرآن، ويسألونكم عن (مركز بدر)، وسيسألونكم عن مراكز [الشباب المؤمن]، وسيسألونكم عن المساجد الفلانية، وعن العلماء الفلانيين، وعن، وعن... قائمة طويلة عريضة.
دعوا الشعب يصرخ في وجه الأمريكيين، وسترون أمريكا كيف ستتلطف لكم. هي الحكمة. ألسنا نقول: إن الإيمان يماني، والحكمة يمانيـة؟ أيـن هـي الحكمـة؟ إن مـن يعـرف اليهـود والنصارى، إن من يعرف أن كل مصالحهم في بلادنا، لو وقف اليمن ليصرخ صرخةً في أسبوعٍ واحد لحولت أمريكا كل منطقها، ولعدّلت كل منطقها، ولأعفت اليمن عن أن يكون فيه إرهابيون.
هكذا عمل الإيرانيون، هل انطلق رئيسهم؟ هل انطلق قائدهم الأعلى ليقول: اسكتوا أمريكا تهددنا؟ والمواطنون يعلمون فعلاً أنهم مستهدفون، وقد عانوا من حصار اقتصادي طويل، لكن الإمام الخميني كان يقول لهم: إنه في مصلحتكم، إنكم حينئذٍ ستتجهون لبناء أنفسكم والعمل على تحقيـق الاكتفـاء الذاتـي في مختلف المجالات داخل وطنكم.
هؤلاء هل انطلقوا ليقولوا للناس اسكتوا؟ أم أنهم خرجوا إلى الميادين زعماءَ، وإمـاماً، وشعـباً، ليتحـدوا أمريكا؟ ويأتي التهديد من كل المسؤولين بما فيهم وزير الدفاع نفسه يتهدد بضربة مباشرة. ألم تغير أمريكا منطقها؟ تأملوا أنتم، لأن الكثير منا يخافون أيضاً (قد يضربنا الأمريكيون، قد يحصل، قد يحصل).
إذا كنت تريد أن تسلم أولئك فامش على قاعدتهم هم، هم الذين يقولون: (إذا أردت السلام فاحمل السلاح) هذا مثل أمريكي. (إذا أردت السلام فاحمل السلاح).
عرفات ألم يبحث عن السلام؟ هل وجد سلاماً؟ متى فقد السلام؟ ومتى فقد الفلسطينيون السلام؟ يوم القـوا بأسلحتهـم وانطلقـوا علـى طاولات المفاوضات، مفاوضة بعد مفاوضة، مفاوضات طويلة عريضة ثم بعد فترة تتلاشى كلها وتتبخر. هل حصلوا على سلام؟ إن هذا هو منطق الأمريكيين أنفسهم: (إذا كنت تريد السلام فاحمل السلاح).
إذا كان اليمنيون يريدون أن يسلموا شر أمريكا فليصرخوا جميعاً في وجهها، وليتحدوها، وليقولوا: ليس هناك إرهاب داخل بلادنا.
لكن ما الذي يحصل؟ أمر بالسكوت من الكبير والصغير، وكلـه يُقـدم تحت عنوان (حفاظاً على مصلحة الشعب).
نحن نقول: إن القرآن الكريم هو الذي علّمنا مصالحنا، إن الله سبحانه وتعالى هو الذي قال لنا إن من يسارع إلى اليهود والنصارى لا يمكن أن يبرر مسارعته بأنه من منطلق الحفاظ على المصلحة، وأنه فيما لـو قـال ذلـك وكان في واقع نفسه معتقداً لذلك فإنه مخطئ، فإنه مخطئ، لأنها ليست مصلحة، أنت تريد أن تحافظ على مصلحة شعبك دع شعبك أن يصرخ كله، وأن يخرج في مسيرات كبيرة، إذا ما قال الأمريكيون: إن هناك إرهابيين في اليمن، وهم من سيكفون أيديهم، وسينسلون، ويكممون أفواههم حينئذٍ ستحافظ على مصلحة شعبك.
وهل تتوقع أنهم سيحاصرونك اقتصادياً، هم جربوا عندما حاصروا إيران اقتصادياً أنهم هم من خسروا، أن الشركات الأمريكية هي من صرخت في وجه الحكومة الأمريكية جرّاء الخسارات الكبيرة التي فقدتها، بينما شركات أخرى فرنسية، وألمانية، وصينية، وغيرها هي التي كانت هي المستفيدة، من الذي خسر في الحصار ضد إيران؟ إنهم الأمريكيون أنفسهم، من الذي خسر من الخروج من إيران؟ إنهم اليهود، إسرائيل هي التي خسرت.
وما الذي يحصل أيضاً مع الأمر بالسكوت؟ من يتأمل - وحاولوا أن تتأملوا وتسمعوا كثيراً - هناك منطق يتكرر كثيراً، منطق يقوم على أساس أن يرسخ في نفوسنا أنه لا شرعية لأحد أن يتحرك ضد أمريكا اللهم إلا إذا كان قد أصبح يُعاني ويُضرَب كما هو الحال في فلسطين، حينئذٍ يمكن أن يقال: إن المقاومة مشروعة، ولكن بمنطق بارد، وقليلٌ من يؤيد هذا.
ألسنا نسمع الآن: نحـن نمنـع أن تكـون حمـاس إرهابيـة، أو أن يصنـف الفـلـسـطـيـنـيـون بأنهـم إرهابيون؟ أو أن يصنف حزب الله بأنه إرهابي؟ لأنهم ماذا؟ لأنهم يقاومون احتلالاً، لكن آخرون ينطلق منهم مواقف ضد أمريكا في أي بلد عربي إسلامي سيقول الجميع: أنتم إرهابيون! لماذا؟ لأنه لا مبرر لكم أن تتحركوا، أليس هذا هو ما يحصل؟ يفهموننا نحن أنه لا شرعية لأحد أن يتحرك ضد أمريكا اللهم إلا متى ما أصبحت وضعيته كوضعية الفلسطينيين.
أي ألاّ شرعية لك أن تقاوم وأن تتحرك وأن تواجه إلا بعد أن يصل بك اليهود والنصارى إلى وضعية لا يكون لتحركك أي جدوى، فحينئذٍ سيتفضل عليك هؤلاء الزعماء ويقولون: لا بأس أنت لن نسمح بأن تصنف إرهابياً. لكن لن يقدموا لك شيئاً، ولن يدفعوا عنك شيئـاً، أليـس هذا هـو مـا يحصـل مـع الفلسطينييـن أنفسهم؟ يتمنن زعيم من هنا أو هناك أن يقول: لا، الفلسطينيون ليسوا إرهابيين، هم يقاومون الاحتلال، ويرى هذه كلمة كبيرة، ويراها منّة على شعبه، ويراها منّة على الفلسطينيين، لكن هل عمل هؤلاء للفلسطينيين شيئاً؟ ألسنا نرى الفلسطينيين يُذبحون كل يوم، وتدمر مساكنهم، ومزارعهم تقلع وتدمر؟ ما الذي عمل هؤلاء للفلسطينيين؟ ماذا عمل هؤلاء لحزب الله؟ ماذا عمل هؤلاء لحماس؟
أمّا الغربيون فلماذا انطلقوا دولاً، وشعوباً، وأفراداً وهو ما حصل بعـد حـادث [الحـادي عشـر مـن سبتمبر] بشكل صريح؟ ألم ينطلق المواطنون في فرنسا، وفي بريطانيا، وفي أمريكا، وفي استراليا، وفي ألمانيا، وفي مختلف المناطق ضد المسلمين في تلك البلدان؟ ألم تنطلق الصحف؟ ألم تنطلق وسائل الإعلام كلها لتهاجم الإسلام والمسلميـن؟ هـل انتظـروا أحـداً يمنحهم شرعية، أم أنهم يرون أن لهم شرعية؟ لأنهم يعتبـرون الإسلام والمسلمين أعداء ولـك حـق فـي أن تقف في مواجهة عدوك.
لكننا نحن المسلمين نُثقف هكذا: ليس لليمنيين حق أن يقفـوا فـي مواجهـة أمريكـا وإسرائيـل، وليـس للسعوديين حق، وليس للإيرانيين حق، وليس لأي مواطن في أي بلد عربي حق أن يقف ضد أمريكا، سيقولون: مـاذا تريـد؟ ماذا تريد عندما تقول هكذا؟ أنت الآن إرهابي، هل ضربتك أمريكا الآن أو عملوا بك شيئاً؟
نقـول: أنـت تريـد أن أنتظـر حـتـى يـدوسـونـنـي بأقدامهم، ثم فقط يكون كل ما أريده وأنا منتظر منك، كل مـا أريده منك أن تقول لي في الأخير: إنني لست إرهابياً، وأنت في الأخير لا يمكن أن تعمل لي شيئاً!
الزعماء أنفسهم هم من سيقعون فيما وقع فيه (عرفات)، وهل أحد من زعماء العرب عمل لعرفات شيئاً؟ بل يقول بعض الكتاب في الصحف: إنه فعلاً حتى الاتصالات، الاتصال من زعماء العرب أنفسهم بعرفات كلهم أقفلوا الاتصالات معه، ولا كلمة يسمعونها، ويُسجن داخل بيته ولا أحد يقدم له شيئاً، ولا أحد يتصل حتى يواسيه بكلمة! هذه ما يجب أن نقاومها، هذا ما يجب أن نرفضه.
إن اليهود والنصارى يقاتلوننا كافـة، والله يأمرنـا أن نقاتلهم كافة كما يقاتلوننا كافة، إنهم يتحركون في كل شعب، وهل هناك دولة إسلامية تَضرب بريطانيا، أو دولة إسلامية تَضرب فرنسا حتى ينتظر الفرنسيون أن يوجد لهم المبرر أن يتحركوا ضد المسلمين؟ أم أن كثيراً مـن المسلميـن الآن لا يزالـون سجناء بما فيهم يمنيون؟ سجناء في أمريكا، وسجناء من مختلف المناطق، وأشخاص قُتلوا.
حتى نشرت بعض الصحف أن أربعة يمنيين من مدينة (القاعدة) قُتلوا واستجوب كثير منهم؛ لأن في وثائقهم اسم (القاعدة) - و (القاعدة) هي مدينة في اليمن - ظنوا أنهم من تنظيم القاعدة تنظيم [اسامة بن لادن] وهـم مـن مدينـة القاعـدة مدينـة هنـا اعتقـد فـي محافظة (إب). محل الميلاد: (القاعدة)، قالوا: إذاً أنت من القاعدة. قُتَل أربعة أشخاص لاشتباههم في الاسم.
لكننا نحن لا يجوز لنا أن نصرخ في اليمن، ولا في أي بلد عربي آخر، ونحن نُضرب في كل مجالات حياتنا، ونحن نرى ديننا يُهدد، أولسنا كلنا نعرف أن الإسلام والمسلمين يواجهون بهجمة شرسة جداً من دول الغرب كلها؟ أليس هذا هو ما نلمسه؟ فلماذا يريد هؤلاء ألاّ نتكلم لا في اليمن ولا في أي منطقة أخرى؟ لأنه لا شرعية لك أن تقول إلا بعد أن يصل أولئك إلى عندك فيدوسونك بأقدامهم.
تأملوا، ستسمعون هذه العبارات تتكرر، ودائماً وسائل إعلامنا تخدم إسرائيل من حيث تشعر أو لا تشعر، وترسخ في أذهاننا شرعية بقاء إسرائيل كدولة، وشرعية تحرك أمريكا ودول الاستكبار ودول الكفر دول اليهود والنصارى ضد المسلمين شعوباً وحكومات ولا تمنح الشرعية إلا لفئات معينـة! مـاذا يعني هذا المنطق عندما نسمع (لا، أما حماس وحزب الله وحركة الجهاد والفلسطينيون فلا نسمح أن يصنفوا بأنهم إرهابيون) ماذا يعني هـذا؟ أمـا الباقـون فإذا صرخ أحد ضدكم فهو إرهابي، أما الباقون في مختلف الشعوب الإسلامية فإذا تحركوا لمواجهتهم فهم إرهابيون وسنكون معكم ضدهم.
أليس هذا يعني حصراً؟ حصر ماذا؟ حصر من نعزلهم عن قائمة اسم (إرهاب) في منظمات معينة بحجة أنها تقاوم احتلالاً مباشراً، أولسنا محتلين في اقتصادنا، في سياستنا، في كل شؤون حياتنا؟ أوليس العرب مستعمرين الآن؟ هم مستعمرون، أيّ زعيم يمكن أن يقول كلمة جريئة إلاّ ويسحبها بعد ساعة أو ساعتين؟ أليس هذا يعني استعماراً؟
استعمار في كل مجالات شؤوننا، وحرب لديننا نراها ونشهدها، وإفساد في أرضنا، وإفساد لشبابنا، وإفساد لنسائنا، وإفساد لكبارنا وصغارنا. أليس هذا هو ما يحصل في البلاد العربية كلها؟

t.iss.one/KonoAnsarAllah