كونوا أنصار الله
18.2K subscribers
20.5K photos
1.57K videos
2.71K files
12.4K links
منصة ثقافية تتبع المركز الإعلامي لأنصار الله، مخصصة لنشر الثقافة القرآنية وتغطية محاضرات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي.. تابعونا على تويتر (X):
https://x.com/Kono_AnsarAllah
Download Telegram
دروس من هدي القرآن الكريم
🔹معرفة الله - عظمة الله - الدرس الثامن🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الرابع
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 25/1/2002م | اليمن - صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
فسبحانه وتعالى ما أعظم حلمه عنهم، وهم من ينطلقون في عباداتهم، وأنت عندما ترى ما في كتبهم من عقائد باطلة, وتراهم يتعبدون ستحكم بأنهم يتعبدون لغير الله، وأنهم يتعبدون لمن؟ أنت كيف تقول: (( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر )) فتثني على من تعتقد أنه وراء كل فاحشة وقبيح؟! هذا تناقض.
ثم أنت تجعل العقيدة الباطلة في قلبك, والمنطق الصحيح على لسانك فقط, والله يتعامل مع من؟ مع القلب أو مع اللسان؟ مع القلب. بل لو انطلقت من لسانك كلمة كفر تكره عليها وقلبك مطمئن بالإيمان لا يضر، لكن أن يكون قلبك مطمئناً بالكفر وتنطلق من لسانك كلمة إيمان لا تنفع ولا قيمة لها. يقرؤون القرآن أحياناً ويبكون, وفي الصلاة يسبحون: سبحان ربي العظيم وبحمده. اسأله عن ربه بعد سيقول لك: هو الذي يقدر كل شيء إذاً فلماذا تسبحه؛ لأن التسبيح لله يعني: تن‍زيه له عما لا يليق بكماله، وأنت الآن نسبت إليه بأن تلك الفاحشة التي اقترفها فلان, تلك الجريمة التي ارتكبها فلان الله هو الذي قدرها, هو الذي خلق الفعل الذي انطلق من هذا الشخص وهو ينفذ الجريمة! فكيف تسبحه! وكيف تلعن الشيطان وهو لم يعمل إلا أقل مما عمله ربك الذي قلت بأنه خلق الفاحشة, وقدرها وساق ذلك الشخص إليها رغماً عنه!. إنهم متناقضون .. عقائد خبيثة, عقائد تتنافى مع القرآن الكريم بشكل مفضوح.
ثم لا ينفع أن يقولوا: ((سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)) أو يقول: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}(الفاتحة: من الآية3) ألم ينطق بكلمة: {الْحَمْدُ} لكن كما قلت سابقاً؛ لأن بعض الناس يقول: كيف هم هؤلاء يقولون مثلنا يسبحون الله ويحمدون الله ويمجدون الله!. نقول: لكن فيما إذا كان الواقع على هذا النحو: أن قلوبهم تعتقد عقائد باطلة وفقط ألسنتهم تقول بهذا فما يصدر من ألسنتهم إنما هو شهادة على قبح اعتقادهم، وهو نفس المنطق الذي استخدمه القرآن مع الكافرين الذين كانوا يجعلون مع الله آلهة أخرى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} (الزخرف:9) ويردد في آيات أخرى, {ولئن سألتهم..} ثم بعدها يقول: {قل أَفَلا تَعْقِلُونَ . أَفَلا تَتَّقُونَ . أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ}
إذاً أنتم تقولون: بأن الله هو الذي خلق السموات والأرض, إذاً فلماذا تجعلون معه آلهة؟ أنت من تقول: الحمد لله، وتقول: سبحان الله, إذاً فلماذا تعتقد بأنه مصدر القبائح؟ نفس المنطق, ونفس الأسلوب. فأولئك عندما كانوا يقولون: {خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} الله هو الذي خلقنا، ألم يجعل هذه حجة عليهم وشهادة انطلقت من ألسنتهم على بطلان ما يعتقدون من أن هناك آلهة مع الله؟. نفس الشيء أنت عندما تقول: سبحان الله والحمد لله وأنت تعتقد أن الله هو مصدر القبائح والفواحش, هو الذي خلقها وقدرها، فأنت تشهد على نفسك، وقولك حجة عليك يشهد ببطلان ما تعتقد، إذاً فلماذا لا تتحول عن هذا الاعتقاد الباطل.
أما أن آتي أنا وأقول: هذا الاعتقاد لا يضر؛ لأني سمعتك تقول: سبحان الله والحمد لله، إذاً سأقول لذلك النبي عندما يقولون: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}(الزخرف: من الآية87) سأقول له إذا خلاص هم يقولون الله، إذاً فالمسألة انتهت إلى مجرد حجر يطوفون عليها فلا تضر هذه المسألة، أو أنهم جعلوا هذا إله، هم ما نسبوا إليه أنه خلق, ولا نسبوا إليه أنه رزق, ولا نسبوا إليه أنه من يدبر الأمر، ولا نسبوا إليه أنه من خلقهم، ولا شيء, إذاً لم يعد إلا مجرد خرافة لا تضر ولا شيء فلماذا نتقاتل نحن وإياهم عليها؟.. هل هذا منطق؟ على هذا الأساس ممكن أن يكون منطق، لكن القرآن رفض هذا الأسلوب. إذا كنت من أتأول لك وأنت صاحب هذه العقيدة الباطلة؛ لأنه انطلقت من لسانك كلمات: {الْحَمْدُ لِلّهِ} وكلمات: {سُبْحَانَ اللهِ} فأقول: خلاص.. إذاً سأقول: خلاص لذلك المشرك بعد أن قال: الله هو الذي يدبر الأمر، الله هو الذي خلق السماوات والأرض, الله هو الذي يرزق، الله هو الذي ين‍زل من السماء ماء.. هكذا ورد اعترافهم بهذا نقول: خلاص يا محمد, خلاص يا نوح، خلاص يا فلان, خلاص.. انتهى الموضوع.. ماذا تريدون منهم.. نقوم نتقاتل إحنا وإياهم وهم ذولا معترفين أن الله هو الذي عمل كل شيء، فقط تعتبر مجرد خرافة أنهم نصبوا حجر يقولون: أنها إله وهم ذولا يقولون أنها ما سوت شيء.. لاحظ هل هذا منطق قبله القرآن؟ لا. بل اعتبر اعترافهم شهادة على بطلان اعتقادهم بجعل هذا إله حتى وإن كانوا لا ينسبون إليه شيئاً مما هو يختص بالله سبحانه وتعالى.
{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا} قالوا {إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ}(المائدة: من الآية73) وهل الله في واقعه ثالث ثلاثة؟ لا. هل يمكن أن أقول لكن الله ليس ثالث ثلاثة وهذه مجرد كلمة شلتها الرياح، كفروا وإن لم يكن إلا مجرد قول. وفعلاً الشرك لا حقيقة له.. هل للشرك حقيقة؟. هل لله شركاء حقيقيون؟. لو كان لله شركاء حقيقيون لكان الشرك حق، فالشرك باطل أي لا أصل له, ولا حقيقة له. طيب.. كونه لا حقيقة له ولا أصل له.. وهو مجرد خرافة، إذاً خلاص لا يضر. لا, يقتل صاحبه وإن كان هذا لا أساس له. ماذا يعني لا أساس له؟ أي ليس واقعاً, وليس هناك شريك لله حقيقة, وفي واقع الأمر.
كذلك عندما قالوا: {اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ} هل الله ثالث ثلاثة؟ لا. الله إله واحد {إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ}(النساء: من الآية171)، لكن هم كافرون, وسيدخلون جهنم, وسيخلدون في جهنم, ويجب قتالهم. أن آتي وأقول: يا أخي هذه كلمة تشلها الرياح وكلنا عارفين أن الله سبحانه وتعالى إنما هو إله واحد فإذا قالوا أن الله ثالث ثلاثة قد مريم والمسيح قد هم آلهة سيصبحون آلهة حقيقيين لمجرد هذا القول؟ لا. إذاً ما تضر المسألة!.. هل هذا المنطق قبله الله؟. لا. هم كافرون, هم كافرون.
إذاً فجاءت كلمة: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ} في مقام الثناء على الله سبحانه وتعالى, وهو يعلم أننا نفهم, وأننا بفطرتنا لا يمكن أن يتبادر إلى أذهاننا أن هناك ما نعمله من معاصي هو أيضاً داخل تحت كلمة: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ}، الناس عرب والناس يفهمون في تخاطبهم ماذا تعني العبارات المطلقة أنها مقيدة بالقرائن الحالية, بالقرائن المقالية, بما يحيط بالكلام من ملابسات, وقرائن، بل لا يتبادر إلى الذهن شيء من هذا.
{وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} أليس هذا أيضاً من عبارات الثناء على الله سبحانه وتعالى, والحديث عن كماله؟. فهي كلها من {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} وتن‍زيهه عن أن يكون له ولد, أو أن يكون له صاحبة، وإثبات أنه خلق كل شيء، وأنه بكل شيء عليم .. أليست هذه كلها حديث عن كمال الله سبحانه وتعالى؟ تن‍زيه لذاته, وثناء على ذاته؟.
{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}(الأنعام: من الآية102) ذلكم, بديع السماوات والأرض, المن‍زه عن أن يكون له ولد, أو يكون له صاحبة، من هو خالق كل شيء، من هو بكل شيء عليم, هو ربكم لا إله إلا هو {خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (الأنعام:103) أيضاً جاءت آية تن‍زيهه عن الرؤية عن أن تدركه الأبصار جاءت أيضاً في مقام تن‍زيه ذاته سبحانه وتعالى عن ما لا يليق بأن ينسب إليه، تن‍زيه لذاته، لا يمكن أن تدركه الأبصار، كيفما كانت هذه الأبصار، سواء قالوا حاسة سادسة أو سابعة أو ثامنة أو حاسة تاسعة أو كيفما قالوا فهي لا تخرج عن كونها أبْصَار، وعملية الرؤية لا تخرج عن كونها إبْصَار، فهو نزه نفسه سبحانه وتعالى, نزه ذاته عن أن تدركه الأبصار.
قالوا: يعني هذا في الدنيا أما في الآخرة فسنراه، ويدعون الله أيضاً بأن يريهم وجهه الكريم، وفي أدعيتهم: اللهم متعنا بالنظر إلى وجهك الكريم، اللهم أرنا وجهك، وهكذا.. الباطل, النقص الذي نزه الله ذاته عنه يصبح عند بعض المسلمين عبادة يتعبدون الله بنسبتها إليه، ويطلبون من الله أن يمكنهم من الحصول عليها.
{لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} وتأتي العبارة مطلقة، وكلما هو تن‍زيه لذاته فهو تن‍زيه لذاته في الدنيا والآخرة؛ لأنه كما قال سابقاً: {وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ}(القصص: من الآية70) فكلما هو تن‍زيه لذاته هو تن‍زيه مطلق لذاته سواء في الدنيا وفي الآخرة، والدنيا والآخرة بالنسبة لله سبحانه وتعالى ليستا عالمين متغيرين، لا يحدث هذا التغير في الكون أي تغير بالنسبة لله سبحانه وتعالى، عالم واحد وضعية واحدة الله لا يتغير بتغيرها، ولا يطرأ عليه شيء من خلال تغيرها, فهو من لا يمكن أن تدركه الأبصار لا في الدنيا ولا في الآخرة.
ولماذا ننزه ذاته عن أن تدركه الأبصار كما نزه هو ذاته عن أن تدركه الأبصار؟ نفس الكلام الذي قلناه في قولـه تعالى عندما نزه نفسه عن أن يكون له ولد أو أن تكون له صاحبة: أن هذا يعني: إثبات نقص في الله سبحانه وتعالى؛ لأنه متى ما قلنا بأنه يمكن أن يُرى فالرؤية لا تتحقق إلا من خلال: أن يكون بينك وبين الطرف المرئي مسافة معقولة تمكنك من رؤيته، ويكون هو على كيفية محدودة تتمكن من رؤيته، وتسقط عليه الأشعة لتنقل صوراً من الكيفية التي هو عليها إلى [شَبَكِيَّة] إبصارك, أو بأي وسيلة كانت، ولا بد أن يكون على كيفية محددة، والتحديد والتكييف هو من خواص المحدثات, وهو من دلائل الحدوث، إذاً فيلزم أن يكون محدثاً, فيلزم أن يكون مخلوقاً، إذاً فيلزم أن يكون هناك من خلقه, ومن أحدثه.
وإذا لزم أن يكون هناك من خلقه أو أحدثه، فلزم أن يكون ناقصاً, وأن يكون محتاجاً، وأن يكون هناك من هو أكمل منه، وهذا ينتهي إلى ماذا؟ إلى كفر بالله سبحانه وتعالى، فلا يمكن أن تدركه الأبصار إطلاقاً.

t.iss.one/KonoAnsarAllah
6-4 عظمة الله - الدرس الثامن.pdf
501.1 KB
📚 دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله - عظمة الله - الدرس الثامن)) 4-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي

t.iss.one/KonoAnsarAllah
📄 دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله - عظمة الله - الدرس الثامن)) 4-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي

t.iss.one/KonoAnsarAllah
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
"جودة منخفضة"
🔥 شاهد | بيان المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع حول عملية استهداف #العدو_الصهيوني انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني 16-04-1445 | 31-10-2023

#طوفان_الاقصى
#لستم_وحدكم
#اليمن_مع_فلسطين
🇾🇪 t.iss.one/YemenWrath
معرفة الله - عظمة الله - الدرس الثامن 4-6
السيد حسين بدرالدين الحوثي
🎧 دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله - عظمة الله - الدرس الثامن)) 4-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي

t.iss.one/KonoAnsarAllah
دروس من هدي القرآن الكريم
🔹معرفة الله - عظمة الله - الدرس الثامن🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الخامس
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 25/1/2002م | اليمن - صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
ويقول سبحانه وتعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ} (سـبأ:1-2) إلى قوله تعالى: {عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}(سـبأ: من الآية3) الحمد لله معناه: الثناء على الله، الذي يستحق الثناء كل الثناء هو الله سبحانه وتعالى، هو من لـه ما في السموات وما في الأرض، وتأتي العبارة أحياناً بلفظ: {مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (البقرة: من الآية107) وأحياناً: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} وكلها تفيد أنه هو مالك ما في السماوات وما في الأرض، وله الملك في السماوات وفي الأرض.
وله الحمد في الآخرة كما له الحمد هنا في الدنيا, وهو الحكيم الخبير. {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا} كل شيء يَلِجُ في الأرض أي يدخل فيها، أنت عندما تغرس شجرة ألست تدخل جذورها في الأرض؟ عندما تبذر البذور ألست تدخل البذور في الأرض؟ كل شيء يدخل في هذه الأرض, وكل شيء يخرج منها الله سبحانه وتعالى يعلمه, لا يعزب عنه أبداً مثقال ذرة, بمعنى: لا يغيب عنه.
يعلم أيضاً بما ين‍زل من السماء, وما يعرج فيها.. يدل هذا على أنه من يملك السماوات والأرض, وهو ملك السموات والأرض, لكنه مُلك متميز بخلاف من يملكون في هذه الدنيا، هل الرئيس يعلم بما يلج في اليمن وما يخرج منه, لا يعزب عنه مثقال ذرة؟. الله سبحانه وتعالى، وهذا من الشيء الذي يبهر الإنسان أمام عظمة الله سبحانه وتعالى, قدرته, علمه الواسع، تجد كم في هذه الدنيا من آلاف المخلوقات، والصنف الواحد كم آلاف من أفراده.
عندما تطلِّع على بلد وقت الزراعة, وقت زراعة [ذُرَة] أو زراعة [بُر] أو أي شيء من أنواع الحبوب كم يمكن أن يكون في هذه المنطقة من حبوب، كم في [الجِربة] الواحدة من زرع، كم في الثمرة الواحدة من حب، [المطوي الواحد] وفي رأس كل حبة يكون فيها هناك زهرة صغيرة يسمونها حبوب لقاح أو نحوه، كل هذه معلومة لله سبحانه وتعالى، مليارات من حبات القمح في هذه الدنيا معلومة لله سبحانه وتعالى هو الذي فلقها وبرأها، هو الذي أنبتها، هو الذي خلق الثمرة التي فيها، هو يعلم كل حبة فيها.
لو تأتي إلى صنف واحد من مخلوقاته لبهرك سعة علمه سبحانه وتعالى به، كم في استراليا من مليارات حبات القمح وقت الزراعة؟ كم! من الذي يستطيع أن يحصيها؟ ثم تجد هذا صنف واحد من مخلوقاته، هناك البشر، هناك الحيوانات بأصنافها، هناك الأشجار الأخرى بأصنافها، هناك الدواب الصغيرة والحشرات بأصنافها.
المخلوقات في البحار أيضاً التي هي أكثر مما في البر، أصناف الحيوانات بأعدادها الهائلة في البحر هو أيضاً من يعلمها, ومن يرعاها. لا يشغله وهو يرعى حبة قمح يفلقها في اليمن عن أن يرعى ملايين الأسماك في البحار عن أن يعزب عنه ذرة من سمكة واحدة .. قدرة عجيبة, علم واسع.
يدعوه الناس بمختلف لهجاتهم, وبمختلف حاجاتهم, وعلى اختلاف ألوانهم وبقاعهم فيعلمهم جميعاً, ويجيب من يجيب, ويترك من لا يستحق أن يجيبه، كلهم يتحركون في هذه الدنيا فيحصي على كل واحد منهم أنفاسه, يعلم بذات صدره، هو عليم بذات الصدور.
أنت لو تأتي تفكر, وتتأمل في سعة علم الله من خلال التعدد الهائل لأصناف مخلوقاته تجد ما يبهرك، تجد ما يملأ قلبك شعوراً بعظمة الله سبحانه وتعالى, وهو هكذا وليس فقط مرة واحدة أو سنة واحدة ثم ترى بأن هذا عمل مضنٍ ومجهد قد تتركه وتتخلى عنه، كم أجلس أراقب مليارات الأسماك في البحار، ومليارات من حبات القمح، ومليارات الأزهار، ومليارات البشر, ومليارات الدواب, تعب, تعب، لا يمكن هذا على الله هو حي قيّوم، هو كما قال عن نفسه سبحانه وتعالى في آية الكرسي: {وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}(البقرة: من الآية255) لا يتعبه هذا، لا يشغله، لا يرهقه، لا ينسيه شيء عن شيء، لا يشغله شيء عن شيء آخر, عن الشيء الواحد أو إثنين أو ثلاثة أو صنف أعداده محدودة.
سبحان الله.. إذا تأمل الإنسان في مظاهر قدرته, ومظاهر علمه, وسعة علمه كيف سيجد نفسه مبهوراً. تراه يرعى الأشياء الكبيرة الكبيرة، وقد تنتهي الأحجام بالنسبة للحيوانات إلى الفيل، ثم تتجه أيضاً لتبحث عن الحشرات الصغيرة فترى حشرات صغيرة جداً, جداً بعضها قد تكون النقطة التي تحت حرف [الباء] أكبر منها وتراها فوق صفحة من صفحات كتابك تتحرك، وكم تجلس حتى تقطع السطر من طرفه إلى طرفه الآخر مسافة، وأنت تراها بجسمها الكامل والمتكامل، ولها إدراكاتها, ولها إحساسها, ولها حياتها الخاصة، ولها الأنواع التي تعيش عليها، ولها مشاعرها وهي تبيض وهي تربي صغارها.
ثم تتجه إلى هناك بعدما أُكتشِف في هذا العصر الآليات للبحث عن الأشياء الصغيرة إلى أن تنتهي بالفيروسات والجراثيم, مخلوقات صغيرة جداً جداً، ينتهي إدراكك عند الإحساس بصغرها، ينتهي إدراكك ينتهي أن تتصور صغر صغر صغر لما ما عاد هناك شيء ينتهي ما عاد تستطيع أنك تواصل بمسيرة ذهنك وأنت تتابع تصور الصغر الصغر إلى ما لا نهاية.
ثم يأتي الإنسان كما قال الله عنه: إنه {لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}، {خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ}(النحل4) يلفت نظرك إلى أن أصلك من نطفة، ويكشف هذا العلم الحديث بأنك كنت حيوان صغير جداً يسمونه [الحيوان المَنَوِي] ربما آلاف من هذا الحيوان قد تجتمع على رأس دَبُّوس صغير، دبوس صغير على رأسه قد تجتمع آلاف من هذه الحيوانات التي كنت واحداً منها، ثم تمشي وأنت تبحث عن [البُوَيْضَة] وتتجه إليها فتشتبك معها، ثم تتخصب، ثم تطلع جنيناً ضعيفاً فتنفخ فيك الروح، ثم عندما تخرج من بطن أمك وأنت لا تعلم شيئاً يهديك إلى أن ترضع من ثدي أمك, ويصنع لك غذاءك, يجعل غذاءك قريباً من فمك، وفي مكان تحظى فيه بالحنان والدفء والعطف والرحمة والغذاء، وبعد أن يشتد عودك تتحول إلى خصيم لله، وبعد أن يرعاك هذه الرعاية لم تعد تركن عليه وتثق به فقد أصبحت رجلاً مفكراً .. أليس هذا الذي يحصل عند الناس؟. لم نعد نركن عليه فيما بعد، ولم نعد نثق بكلامه، ننسى مسيرة حياتنا من يوم تخرج من صلب أبيك, وتتقلّب في رحم أمك حتى تخرج من بطنها ثم تشب.
خلي عنك الأشياء الأخرى في هذا العالم التي يتبين لك من خلالها سعة قدرة الله وعظمته وعلمه فتصبح خصيماً مبيناً معانداً متمرداً مجازفاً، ثم تصبح أنت ترى أن ذكاءك هو ذلك الذي يجعلك لا تثق بالله، وتقرأ القرآن ولا تثق بوعوده، وكأنه لا يستطيع أن يقدم أو يؤخر, ولا يستطيع أن يعمل شيئاً .. جحود بالله سبحانه وتعالى.

t.iss.one/KonoAnsarAllah
معرفة الله - عظمة الله - الدرس الثامن 5-6
السيد حسين بدرالدين الحوثي
🎧 دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله - عظمة الله - الدرس الثامن)) 5-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي

t.iss.one/KonoAnsarAllah
6-5 عظمة الله - الدرس الثامن.pdf
242.6 KB
📚 دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله - عظمة الله - الدرس الثامن)) 5-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي

t.iss.one/KonoAnsarAllah
📄 دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله - عظمة الله - الدرس الثامن)) 5-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي

t.iss.one/KonoAnsarAllah